أفق للعلاقات العامة.. صناعة الثقة في بيئة الأزمات.

مقال عزالدين الصوفي

 

في اليمن، حيث تختلط الأزمات السياسية بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية، تواجه المؤسسات سؤالًا محوريًا كيف تحافظ على بقائها وتبني الثقة مع جمهورها في بيئة مضطربة ومليئة بالشائعات؟ في ظل هذا الواقع، لم تعد العلاقات العامة وظيفة تكميلية، بل أداة استراتيجية لإدارة الصورة الذهنية وضمان استمرارية الحضور المؤسسي.

معظم المؤسسات اليمنية لا تزال تمارس العلاقات العامة بأسلوب تقليدي، مقتصر على صياغة بيانات أو تنظيم فعاليات شكلية، دون استراتيجيات اتصال واضحة

 هذا القصور ظهر جليًا عند مواجهة الأزمات، إذ فقدت منظمات في تعز ثقة الممولين والجمهور بسبب عجزها عن إدارة الحملات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من احتواء الأزمة، ساهم الصمت أو الردود العشوائية في مضاعفة الخسائر، وهو ما يعكس غياب فهم حقيقي لدور العلاقات العامة.

وحين تصبح العلاقات العامة جسرًا لإعادة بناء الثقة على أساس الشفافية والمصداقية فهي ليس تسويق أو نشر أخبار وحسب ، بل عملية استراتيجية لتحويل التحديات إلى فرص، وصياغة خطاب متوازن يعبر عن قيم المؤسسة

 الأزمات لم تعد نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية نجاح إذا أُديرت باحترافية.

في هذا السياق، جاءت منصة أفق للعلاقات العامة لتغير قواعد اللعبة الاتصالية وبالتالي أفق  ليس مزود خدمات فحسب ، بل منصة تسعى لتأسيس ثقافة مهنية حديثة تقوم على البحث والتحليل والتخطيط، بعيدًا عن العشوائية تقدم أفق حزمة متكاملة تشمل تصميم استراتيجيات اتصال، إدارة الحملات الإعلامية، صناعة محتوى إبداعي، إضافة إلى برامج تدريب لتأهيل الكوادر المحلية وهذه الرؤية لا تنفصل عن خصوصية الجمهورية  اليمنية، وبالأخص مدينة تعز، التي تُعد مركزًا حيويًا للتجارة والمنظمات في ظل ظروف صعبة.

 

ورغم نجاحات التي بدأت بها أفق، يبقى الطريق محفوفًا بالتحديات، مثل ضعف الوعي المؤسسي بأهمية العلاقات العامة، والوضع الاقتصادي الذي يقلل من الاستثمارات في هذا المجال، إضافة إلى غياب البنية الرقمية الكاملة لكن في المقابل، تبرز فرص واعدة مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وتزايد مطالب الجمهور بالشفافية، والحاجة المتزايدة لدى الشركات والمنظمات لشركاء اتصاليين محترفين.

 العلاقات العامة اليوم لم تعد رفاهية، بل أداة للبقاء وصناعة الثقة  في اليمن، وبالأخص في تعز، تبرز منصة أفق كنموذج محلي برؤية  عالمية، تسعى إلى تحويل الاتصال من ممارسة شكلية إلى استراتيجية فعالة لصناعة التغيير وضمان الاستدامة 

الاستثمار في العلاقات العامة هو استثمار في المصداقية، والمصداقية هي رأس المال الحقيقي لأي مؤسسة تريد البقاء في زمن الأزمات.